spot_img

    ذات صلة

    وزيرة الخزانة الأميركية تتوقع استمرار ارتفاع معدلات التضخم

    توقعت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، استمرار ارتفاع معدلات التضخم، ورفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توقعات التضخم 4.7% لهذا العام في اقتراح ميزانيتها، لتتراجع...

    52% من المليارديرات لا يفضلون العمل عن بعد بشكل كامل

    لم يمر تصريح إيلون ماسك الأسبوع الماضي، الذي توجه من خلاله لجميع موظفي تيسلا، مطالبا إياهم بالعودة إلى المكتب لمدة 40 ساعة على الأقل في الأسبوع، أو مغادرة الشركة، مرور الكرام.

     

    فقد أثار الموقف المفاجئ من أغنى شخص في العالم عاصفة نارية من ردود الفعل، بما في ذلك من الملياردير الأسترالي سكوت فاركوهار، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات Atlassian، الذي انتقد أسلوب ماسك واعتبره “خطابا من الخمسينيات”.

     

    قادة الأعمال .. هكذا يرون المستقبل

    كشف النقاش العام بأكمله عن تناقض كبير في الطريقة التي ينظر بها قادة الأعمال إلى مستقبل العمل.

     

    وإذ قامت بعض الشركات التي يقودها المليارديردرو هيوستن، مثل Dropbox، ببيع الكثير من مساحات مكاتبها ومنحت الموظفين خيار العمل عن بعد إلى الأبد، أعلن موقع تويتر، الذي ما زال ماسك يحاول شراءه، في آذار/مارس الماضي، أن موظفيه سيكون لهم الخيار نفسه، بينما اتجه آخرون نموذجًا يمزج بين العمل عن بعد والمكاتب، بما في ذلك Apple، والتي تطلب حاليا من موظفيها الحضور إلى المكتب مرتين في الأسبوع.

     

    وقد أظهر استبيان أجرته فوربس على 65 من أغنى الأشخاص في العالم، أن أكثر من النصف بقليل، ونسبتهم 52%، يعتقدون أن النماذج “الهجينة” التي تسمح للموظفين بالخلط بين العمل الشخصي والعمل عن بعد، ستكون المسيطرة في المستقبل، مقارنة مع 45% يعتقدون أن معظم الموظفين سيعودون إلى المكاتب جسديا، ويرى 3% أن العمل سينتهي به المطاف في الغالب عن بُعد.

     

    لحظة ثورية في عالم العمل

    يصف أحد أبرز المؤيدين للعمل الهجين، الملياردير والمدير التنفيذي في شركة IWG، مارك ديكسون، الوباء، بأنه “لحظة ثورية في عالم العمل”، مضيفا “حيث كان مفترضا أن يكون انتشار كوفيد-19 مجرد ظاهرة مؤقتة، فإن آثارها على كيفية عمل الملايين من الناس ستظل معنا إلى الأبد”.

     

    وأشار إلى أنه من السهل العثور على الأسباب، وهي تتمثل في الطلب المتزايد على التوازن بين العمل والحياة، والحاجة المتزايدة لجذب أفضل الأشخاص، وتركيز الشركات المتزايد على سياسات الأشخاص أولا، والتكاليف المتزايدة للإيجارات، وربما قبل كل شيء، الأمور المتعلقة بالتغير المناخي “تدفع الجميع لقناعة تقول إن التغيير قد حان”.

     

    قال مؤسس شركة الأبحاث DHR – التي تعود إلى 1989، ديفيد هوفمان، وهو الآن أكبر مطور عقاري في نابولي بولاية فلوريدا، إنه يرى بالفعل فوائد التحول إلى العمل المرن.

     

    وأكد في حديث لفوربس أن شركته خفضت مساحة مكاتبها بنحو 80% في مدن مثل نيويورك وشيكاغو، ما أضاف الملايين إلى صافي أرباح الشركة. وتابع “لقد وجدنا أيضا أن إنتاجيتنا قد زادت بنسبة 20% وتكاليفنا التشغيلية قد تضاءلت بشكل كبير”.

     

    في الجهة المقابلة، هناك العديد من أصحاب المليارات الذين ينادون بالعودة إلى الوضع المعتاد سابقا، وهو العمل الدائم من المكاتب.

     

    لفت الملياردير المقيم في هونغ كونغ، جيم طومسون، والذي يقف وراء شركة Crown Worldwide، وهي واحدة من أكبر شركات النقل الخاصة في العالم، إلى أن العمل عن بعد لا يمكن أن يحل مكان العمل المشترك والمباشر بين أشخاص مجتمعين وجها لوجه.

     

    وأضاف “على الرغم من أني مدرك” أن بعض الأدوار في الشركة يمكن القيام بها عن بُعد ولها آثار إيجابية على العائلات التي لديها تنقلات طويلة أو أطفال يتعين عليهم الاعتناء بهم، ولكن الجانب السلبي، هو وجود جزء كبير من موظفي الشركة يودون كلهم أن يعملوا بشكل فردي عن بعد، وهو أمر قد يعيق الإدارة التي تريد بناء “فريق قوي”، مشيرا إلى أن “دور المكتب أو مكان العمل الآخر لا يزال أساسيا لنجاح الأعمال”.

     

    كما يشير الملياردير تيلمان فيرتيتا، صاحب Fertitta Entertainment، إلى أنه في مجال الضيافة حيث الهدف كله هو خدمة الضيوف وخلق تجارب لا تنسى، “من المستحيل القيام بذلك دون التواجد داخل مطاعمنا وكازينوهاتنا وفنادقنا ومجمعاتنا الترفيهية”.

     

    إقناع الناس بالعودة مستحيل

    إن التحول عن العمل الشخصي له عواقب وخيمة على شركات مثل Fertitta Entertainment، والتي قد تجد صعوبة في تحديد الأشخاص المستعدين للقيام بعمل يتطلب الحضور الكامل.

     

    وقد أوضح الملياردير المقيم في تكساس، لفوربس أن أماكن عملهم تعاني بالفعل من نقص في الموظفين، متابعا “يخبرنا العملاء كل يوم بمدى استمتاعهم بالتفاعل الاجتماعي وتجربة تناول الطعام خارج المنزل مرة أخرى”.

     

    يتوقع الخبراء الذين قابلتهم فوربس أن الأمر سيصبح أكثر صرامة وأصعب بالنسبة للشركات التي لن تتكيف مع النموذج الهجين للاحتفاظ بأفضل المواهب – على الأقل في الوظائف التي يكون فيها العمل عن بُعد خيارًا متاحًا. وقال أستاذ الإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، توماس مالون، إن الناس باتوا يتمتعون بمزيد من الحرية فيما يخص مكان عملهم، وسيكون “من الصعب جدًا إقناعهم بالعودة”.

     

    ويرى الأستاذ المساعد في كلية هارفارد للأعمال، راج شودري، الذي أمضى سنوات في دراسة العمل عن بعد، أن العمل عن بعد في الغالب مع بعض الاجتماعات الشخصية الإلزامية سيكون “النموذج الرئيسي من الآن فصاعدا”.

     

    أضاف شودري “المكتب القديم بمقصورات ومكاتب ركنية، لم يعد على الإطلاق ذي صلة بعالم اليوم”.

     

    ترجمة عبدالله جعيد

    spot_img