طالب صندوق النقد الدولي، الحكومات التي تواجه ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بتقديم مساعدات مباشرة للمواطنين الأكثر عرضة للخطر بسبب الأزمة، بدلاً من اللجوء لتقديم حزم مساعدات شاملة قد تزيد من الضغوط على المالية العامة لتلك الدول.
إعانات وتخفيضات
أشار الصندوق في تقرير له، الثلاثاء، إلى إن أكثر من 50% من نحو 134 دولة شملهم استطلاع قالوا إنهم قدموا إعانات أو تخفيضات ضريبية لتخفيف وطأة الزيادات الحادة في الأسعار الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
وكانت االأزمة الروسية الأوكرانية قد تسببت في ارتفاعات حادة في أسعار الغذاء والوقود، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية العالمية خاصة بالنسبة للاقتصادات النامية التي كانت تكافح أكثر من الاقتصادات الأكثر ثراءً للتعافي من جائحة كوفيد -19.
حماية الأسر الضعيفة
نصح صندوق النقد الدولي في تقريره: “يتعين على صانعي السياسات السماح للأسعار العالمية المرتفعة بالمرور إلى الاقتصاد المحلي مع حماية الأسر الضعيفة المتضررة من الزيادات”.
ويرى الصندوق أن هذه الإجاءات ستكون “أقل تكلفة من محاول الحفاظ على الأسعار منخفضة بشكل مصطنع للجميع بغض النظر عن قدرتهم على الدفع”.
وخفضت باكستان في 2 يونيو/حزيران دعم الوقود للمرة الثانية خلال أسبوع لتأمين خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي.
في حين قررت تونس، الثلاثاء، البدء في خفض دعم الطاقة والغذاء بداية من العام المقبل، وفي الوقت نفسه، ستقدم تحويلات مالية للأسر محدودة الدخل، في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 4 مليارات دولار.
ارتفاع أسعار النفط
أشارت مدونة صندوق النقد الدولي إلى أن الحكومات نقلت ارتفاع أسعار النفط إلى المستهلكين في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام أقل مما كانت عليه في عام 2021، مضيفة أن الإعانات شجعت على زيادة استهلاك الطاقة وبالتالي غذت ارتفاع الأسعار.
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار الغذاء بوتيرة سريعة والتي بلغت مستويات قياسية، ما يزيد من الاضطرابات الاجتماعية في الدول النامية ومتوسطة الدخل والتأثير على الأسر الضعيفة.
وقفزت أسعار النفط بنحو 65% بعد بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، ليرتفع خام برنت إلى مستوى 127.98 دولار للبرميل في 8 مارس/أذار 2022، مقارنة مع 77.78 دولار للبرميل في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021.
ويتداول خام برنت وقت إعداد التقرير عند مستوى 119.26 دولار للبرميل مرتفعًا بنحو 53% عن مستويات ما قبل الحرب في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021.
