فرضت أجزاء من مدينة شنغهاي الصينية قيود إغلاق جديدة اليوم، إذ أمرت سكان منطقة مينهانغ مترامية الأطراف بالبقاء في منازلهم يومين في محاولة للسيطرة على مخاطر انتقال كوفيد-19.
اختبارات كوفيد-19 للجميع
ستجري مينهانغ، التي يفوق عدد سكانها مليوني شخص، اختبارات لجميع السكان في 11 يونيو/ حزيران الجاري، على أن تُرفع القيود بمجرد اكتمالها حسبما أعلنت الحكومة عبر برنامج WeChat.
يأتي ذلك بعدما أعلنت شنغهاي 4 إصابات جديدة بالفيروس، وكلها في مناطق خاضعة بالفعل للحجر الصحي، لكن لم تكن أي منها في مينهانغ.
خرجت شنغهاي من إغلاق شمل المدينة كلها لمدة شهرين الأسبوع الماضي، لكن بعض المجمعات السكنية أُغلقت مرة أخرى، حيث تواصل السلطات اتباع سياسة “صفر كوفيد الديناميكية”، الهادفة إلى وقف متوالية انتشار عدوى الفيروس في أقرب وقت ممكن.
يعني هذا أن السلطات تقيد الحركة وتجري الاختبارات في المناطق التي لا توجد بها حالات إيجابية، بالإضافة إلى تلك التي يعيش فيها أو زارها أناس على صلة بحالة مصابة بكوفيد-19.
سيبقى سكان المنطقة مترامية الأطراف في المنزل يومين فضلًا عن 12 يومًا أخرى من الاختبارات الصارمة بدءًا من اليوم، بحسب إعلان الحكومة في شوارع المنطقة.
سيخضع السكان كذلك لخمس جولات من الاختبارات الإجبارية تنتهي في 23 يونيو/ حزيران الجاري، ليظلوا في منازلهم حتى يوم السبت.
الاعتبارات الاقتصادية والإغلاق
تحاول سلطات المدينة تحقيق التوازن بين الالتزام بسياسة “صفر كوفيد” وتشجيع استئناف الأعمال بها، مع الأخذ في الاعتبار مدى الضرر الذي لحق باقتصادها وشركاتها جرّاء الإغلاق لمدة شهرين.
نمت صادرات الصين 16.9% في مايو/ أيار الماضي على أساس سنوي، كما ارتفعت الواردات 4.1%، وهي أول زيادة مسجلة في 3 أشهر، بحسب بيانات رسمية.
سجلت الصين فائضًا تجاريًا بقيمة 78.76 مليار دولار الشهر الماضي، بعد أن سجلت 51.12 مليار في أبريل/ نيسان.
أعلن منتجع ديزني لاند شنغهاي، الذي أُغلق منذ 21 مارس/ آذار، أنه سيعيد فتح بعض مناطق البيع بالتجزئة والمتنزهات اعتبارًا من الجمعة، لكن متنزه ديزني لاند الرئيسي، ديزنيتاون وفندقَي المنتجعين ستظل جميعها مغلقة حتى إشعار آخر.
قالت كبيرة محللي السياسات في غرفة التجارة البريطانية في الصين، ألكسندرا هيرست: “المخاطر التي يصعب التنبؤ بها والمتزايدة تؤدي إلى تأخير عمل العديد من الشركات أو ضغطها أو انسحابها بالكامل من السوق الصينية”.
يُشار إلى أن مبيعات التجزئة تراجعت في الصين خلال أبريل/ نيسان الماضي بنسبة 11.1% على أساس سنوي، بعد انخفاض 3.5% سُجل في مارس/ آذار السابق، بسبب الإغلاقات، ما أدى إلى توقع بنكي UBS السويسري وجي بي مورغان الأميركي نمو الناتج المحلي الصيني بنسبتي 3% و3.7% على التوالي في عام 2022.
زادت المخاوف من انكماش الاقتصاد في الربع الثاني وربط البنكان الانتعاش الاقتصادي بتطورات انتشار كوفيد-19، واستبعدا أن تعود ثقة المستهلكين والشركات إلى ما كانت عليه على الفور.