واصل سائقو الشاحنات في كوريا الجنوبية إضرابهم لليوم السادس، بعد أن فشلت المحادثات مع الحكومة في إحراز تقدم بشأن مطالبهم بزيادة الأجور أو تعديل أسعار الوقود، مما أعاق نقل البضائع في المراكز الصناعية والموانئ الرئيسية في البلاد.
أفادت وزارة النقل أن مسؤولين اجتمعوا لأكثر من 10 ساعات مع قادة النقابات يوم السبت في جولة ثالثة من المفاوضات، وحثتهم على العودة إلى العمل، لكن الجانبين أخفقا في الوصول إلى حل للأزمة.
يحتج سائقي الشاحنات على ارتفاع أسعار الوقود وطالبوا بضمانات لتوفير حد أدنى للأجور، بعد تجمع حوالي 100 من سائقي الشاحنات النقابيين يوم الأحد عند البوابة الرئيسية لمجمع مصانع هيونداي موتور في مدينة أولسان الجنوبية، حسبما قال مسؤول نقابي وتوقع أن ينضم مئات آخرون يوم الاثنين.
مفاوضات
أوضح مسؤول نقابي أنه لا يعرف ما إذا كانت المحادثات ستستمر واجتمع رؤساء النقابات المحلية من 16 منطقة لمناقشة خطواتهم المقبلة، بينما صرحت وزارة النقل إنها ستواصل إجراء محادثات مع الاتحاد، دون الخوض في تفاصيل، بحسب رويترز.
وقالت وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل إنها استجابت للنقابة من خلال توضيح “أن أصحاب السفن الطرف المعني، يطالبون بإلغاء نظام أسعار الشحن الآمن للنقل بالشاحنات”.
ويطالب سائقو الشاحنات الحكومة بتمديد العمل بنظام أسعار الشحن، الذي يهدف إلى ضمان أجورهم الأساسية، وسط ارتفاع أسعار الديزل.
وحث بيان مشترك من إجمالي 31 اتحادًا صناعيًا يوم الأحد سائقي الشاحنات على إنهاء إضرابهم والعودة إلى العمل، حيث تتراكم الاختناقات في قطاعات الأسمنت والبتروكيماويات والصلب والسيارات وتكنولوجيا المعلومات.
أصدرت جمعيات أصحاب السيارات والضرائب بيانًا يفيد بأن هذا الإضراب ليس أكثر من خوض معركة بطريقة متطرفة من خلال احتجاز الخدمات اللوجستية الوطنية كرهينة، خاصة في ظل سعي الحكومة لإيجاد طريقة لحل الأزمة من خلال المحادثات”.
تصاعد الأزمة
اعتقل نحو 40 شخصا في الاحتجاجات وأطلق سراح بعضهم فيما بعد، كانت إجراءات الإضراب سلمية إلى حد كبير، وإن كانت متوترة في بعض المواقع.
وقالت وزارة النقل إن نحو 6600 سائق شاحنة، ما يمثل 30% من أعضاء نقابة سائقي الشاحنات، أضربوا يوم السبت، وأوقفت أنشطة النقل بالشاحنات في مجمعات البتروكيماويات في أولسان وأبطأت تسليم منتجات الصلب لشركة بوسكو العملاقة لصناعة الصلب.
وتقول النقابات العمالية إن سائقي الشاحنات غير النقابيين اختاروا أيضًا عدم العمل والانضمام للإضراب.
تداعيات الإضراب
تعد كوريا الجنوبية مورد رئيسي لأشباه الموصلات والهواتف الذكية والسيارات والبطاريات والسلع الإلكترونية، وأدى الإضراب إلى تعميق حالة الشك بشأن سلاسل التوريد العالمية التي تعطلت بالفعل بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الصين على بسبب كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية.
بينما تكافح الموانئ في جميع أنحاء العالم من أزمة في توفير المعروض من السلع، يهدد التباطؤ في الرقائق والبتروكيماويات والسيارات الصادرات الأساسية لكوريا الجنوبية.
ويبلغ تضخم المستهلكين في رابع أكبر اقتصاد في آسيا أعلى مستوياته في 14 عامًا، بحسب رويترز.
ويطالب سائقو الشاحنات بتمديد الدعم المقرر أن ينتهي هذا العام، والذي يضمن الحد الأدنى للأجور في ظل ارتفاع أسعار الوقود.
أفاد مسؤول حكومي أن حركة الحاويات في ميناء بوسان، الذي يمثل 80% من إجمالي البلاد، تراجعت بنسبة الثلثين عن المستويات العادية يوم الجمعة.
كما انخفضت حركة الحاويات في ميناء إنتشون بنسبة 80%، بينما في ميناء أولسان الذي يعد المركز الصناعي حيث وقع الكثير من الإضراب، توقفت حركة الحاويات منذ يوم الثلاثاء.
الرقائق
أشارت شركة هيونداي موتور إلى أن إضراب سائقي الشاحنات المستمر، يؤثر على الإنتاج في مصانعها المحلية الرئيسية، وقد رفض سائقو الشاحنات المضربون تسليم قطع غيار السيارات إلى مصانعها الخمسة في مدينة أولسان، ما تسبب بخلل في إنتاج السيارات بسبب نقص المكونات.
يذكر أن أزمة نقص الرقائق، بدأت في وقت مبكر من انتشار كوفيد-19، عندما قام مشترو الرقائق، خاصة شركات صناعة السيارات، بخفض طلباتهم خوفا من الركود العالمي، الأمر الذي دفع مصانع أشباه الموصلات لتخفيض إنتاجها أيضا.