ارتفعت أسعار العديد من المحاصيل الزراعية، من القمح والأرز والحبوب الأخرى إلى اللحوم والزيوت، مدفوعة بعدد من العوامل، بما في ذلك ارتفاع تكلفة الأسمدة والطاقة بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
يُظهر مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن أسعار الأرز الدولية قد ارتفعت للشهر الخامس على التوالي في مايو/أيار الماضي لتصل إلى أعلى مستوى لها في عامين.
أسعار الأرز
يواصل الأرز الارتفاع، لترتفع أسعار عقود الأرز الخام اليوم بنسبة 0.55% لتصل إلى 16.34 دولار للقنطار، بزيادة نحو 1 دولار عن سعره في بداية فبراير/شباط من هذا العام.
تُعد الهند والصين أكبر منتجين للأرز في العالم، ويمثلان أكثر من نصف الإجمالي العالمي بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
يعتمد أكثر من نصف سكان العالم، في معظم أنحاء آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، على الأرز كجزء رئيسي من نظامهم الغذائي إذ يقدر أنه يوفر أكثر من خمس السعرات الحرارية التي يستهلكها البشر في جميع أنحاء العالم.
وقد أثارت القيود التي فرضتها الهند على صادرات القمح والسكر مخاوف وتساؤلات بشأن منظومة استيراد المحاصيل الأساسية الأخرى أهمها الأرز، الذي يعتبر أحد المواد الغذائية الرئيسية على المستوى العالمي، إذ أن تحركًا مماثلًا على محصول الأرز من شأنه أن يهدد بإغراق ملايين آخرين في الجوع وزيادة مخاطر التضخم.
ومن المؤكد أن إنتاج الأرز لا يزال وفيرًا، على حد قول الخبراء، لكن ارتفاع أسعار القمح، وارتفاع تكاليف الزراعة بشكل عام، سيجعل أسعار الأرز تستحق المتابعة بعد ذلك.
توقعات منظمة الفاو
تتوقع الفاو تراجع الإنتاج العالمي من الحبوب الرئيسية (بما في ذلك الأرز) في عام 2022 للمرة الأولى منذ 4 سنوات، مع تراجع استخدامها في الوقت نفسه، على المستوى العالمي للمرة الأولى منذ عشرين عامًا.
من المتوقع أن ينخفض الإنتاج العالمي من الحبوب إلى 2,784 مليون طن، أي بتراجع قدره 16 مليون طن عن الإنتاج القياسي لعام 2021
وتشير التوقعات أيضًا إلى احتمال تراجع الاستخدام العالمي للحبوب في 2022/2023 بنسبة 0.1 % مقارنة بالمستوى المقدر للفترة 2021/2022، ليصل إلى 2,788 مليون طن.
وسيكون هذا الانكماش المتوقع، وهو الأول منذ عشرين عامًا، بشكل رئيسي نتيجة التراجع المتوقع في استخدام القمح والحبوب الخشنة والأرز كعلف، إلى جانب انخفاض أصغر متوقع في الاستخدامات الصناعية، لا سيما القمح والأرز.
وفي المقابل، من المتوقع ارتفاع الاستهلاك العالمي للحبوب كأغذية بنفس وتيرة الارتفاع المستمر في عدد سكان العالم.