spot_img

    ذات صلة

    ‏إنتل في مأزق .. رائدة صناعة أشباه الموصلات تتعثر أمام طفرة الذكاء الاصطناعي

    "إنتل" اسم ظل على مدار عقود يرمز لأكبر شركة لصناعة أشباه الموصلات قيمة في العالم، وكانت رقائقها منتشرة في كافة الحواسب الشخصية والخوادم تقريبًا،...

    ‏الذكاء الاصطناعي في ساحة القضاء .. من شركة ناشئة إلى يونيكورن بقيمة 1.5 مليار دولار في عامين فقط

    مهد الذكاء الاصطناعي لظهور جيل جديد من الشركات التي تعتمد أعمالها على التكنولوجيا بشكل بحت، سواء لابتكار خدمات جديدة، أو تطوير آليات أكثر مرونة ويسر لتنفيذ مهام تقليدية مرهقة وتستهلك الكثير من الوقت.

    إحدى هذه الشركات هي “هارفي” المتخصصة في مجال التكنولوجيا القانونية التي تأسست منذ قرابة عامين فقط، لكن قيمتها السوقية وصلت إلى 1.5 مليار دولار، وبات لاعبون كبار في المجال التقني مثل “جوجل” و”أوبن إيه آي” يتنافسون على الاستثمار بها.

    أوضح “وينستون وينبرج” مؤسس الشركة البالغ من العمر 29 عاماً في لقاء مع مجلة “فوربس”، أنه درس القانون ومارس مهنة المحاماة لمدة لم تتجاوز عاما واحدا بعد التخرج، وخلال هذه الفترة، أدرك أن كثيرا من مهام عمل المحامين يمكن لأي شخص القيام بها حتى قبل دراسة هذا التخصص.

    لذا لجأ إلى الاستعانة بتطبيق الدردشات المدعوم بالذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” في تنفيذ المهام الروتينية والمملة التي توكل للمحامين الجدد، مثل تحليل آلاف الصفحات من المستندات.

    الحاجة أم الاختراع

    وفي تلك الأثناء، تطرق إلى ذهن “وينبرج” فكرة أتمتة المهام القانونية من أجل إعطاء المحامين متسعا للتركيز على الأعمال الأكثر أهمية، مثل صياغة الحجج القانونية.

    للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

    لجأ “وينبرج” إلى عرض فكرته على عالم أبحاث ذكاء اصطناعي سابق في “جوجل” تعرف عليه من خلال أصدقاء مشتركين، ثم قضى فترة في العمل المكثف على فكرته بجانب مهنته الأساسية كمحامٍ متفرغ، قبل أن يطلق شركته للجمهور في أواخر عام 2022.

    وكان أول عميل لـ “هارفي” هي شركة المحاماة “إيه آند أو شيرمان” التي تبلغ قيمتها السوقية مليار دولار، وثاني عملائها كانت شركة المحاسبة “برايس ووترهاوس كوبرز”.

    استراتيجية طموحة وثقة راسخة

    استهدفت “هارفي” منذ نشأتها عملاء كبارا بعكس الشركات الوليدة التي تبدأ بالتعامل مع شركات أصغر، وقال “وينبرج” إن هذه كانت استراتيجيته من البداية رغم عدم منطقيتها بالنسبة لكثير من المحيطين.

    وذكر أن الميزة الأكبر في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هي الثقة التي تمنحها للشركات، وبالتالي كان كسب ثقة مؤسسات كبرى في وقت مبكر من إطلاق “هارفي” أمراً هاماً للغاية.

    وتابع أن بناء هذه الثقة في وقت مبكر جاء من منطلق أن شركته تساعد المؤسسات الكبرى في إنجاز أعمال رفيعة المستوى، وللوصول لهذا الهدف، حللت “هارفي” مذكرة قانونية قدمتها إحدى الشركات المستهدفة في أحدث قضاياها، وتوصلت إلى حجج قانونية مضادة يمكن أن تُستغل ضدها.

    نجحت هذه الفكرة في كسب ثقة الشركة، ولم يتطلب الأمر سوى جذب شركة كبرى أخرى أو اثنين حتى تبدأ “هارفي” رحلة صعودها، ومنذ ذلك الحين، تعاملت الشركة الصاعدة مع عدة عملاء بارزين في مجال المحاماة.

    الخبرة والجودة ضمان للتفوق

    لا يزال الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا جديدة نسبياً وغير منظمة، وقد تولد معلومات كاذبة أو تنتهك سرية البيانات، وللتغلب على هذه المشكلة، استعان “وينبيرج” بمحامين مخضرمين مثل “أندرو هيمان” و”جوي لاباري” اللذين عملا سابقاً في “جوجل”، وانضما إلى “هارفي” في مناصب استشارية عامة.

    هذه الانطلاقة القوية للشركة مكنت “وينبيرج” في مطلع يوليو عام 2022 من لقاء مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين لدى “أوبن إيه آي” مطورة “شات جي بي تي”، إذ أرسل إليهم قبل أسبوعين من ذاك التاريخ بمساعدة صديقه “جابي بييرا”؛ بريداً إلكترونياً حول روبوت دردشة طوراه للإجابة على أسئلة قانونية وردت في أحد المنتديات عبر الإنترنت.

    بلغت دقة الإجابات التي ولدها النموذج 86%، وكان هذا كافياً لجذب اهتمام مسؤولي “أوبن إيه آي” التي فتحت الباب على مصراعيه لظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

    رحلة الصعود المالي

    حصلت “هارفي” في يونيو الماضي على 100 مليون دولار في جولة تمويلية شاركت بها “جوجل فينتشورز” و”أوبن إيه آي” و”كلينر بيركنز” و”سيكويا كابيتال”، ليصل إجمالي التمويل الذي حصلت عليه منذ تأسيسها إلى 216 مليون دولار.

    وبلغ تقييم “هارفي” في الجولة التمويلية الأخيرة 1.5 مليار دولار، لتصبح الشركة الناشئة الأعلى قيمة في محفظة استثمارات “أوبن إيه آي”.

    أوضح “وينبرج” أن الجولة الاستثمارية هذه سوف تمكن “هارفي” من استقطاب مزيد من المحامين والمهندسين المتميزين لمواصلة تدريب نموذجهم ليكون أكثر تخصصاً في مجال المحاماة، وللحفاظ على الدقة وسرية البيانات.

    لعل هذه المستهدفات هي ما تجعل “هارفي” متميزة في مجال خدمات المحاماة، فليست هي الشركة الناشئة الوحيدة المتخصصة في هذا القطاع، فهناك “سبيل بوك” التي تركز على مجال التعاقدات، و”كيس تيكست” التي تنافسها في نفس التخصص، والتي اشترتها “تومسون رويترز” العام الماضي مقابل 650 مليون دولار.

    وحسب “براد لايتكاب” مدير العمليات لدى “أوبن إيه آي”، ما يميز “هارفي” هو سرعة الأداء، واتساع نطاق رؤيتها، إذ يمكنها إجراء تحسينات كثيرة على نموذجها في غضون فترة قصيرة جداً تناهز الأسبوع، بناءً على ملاحظات ونصائح طفيفة.

    المصدر: فوربس

    spot_img