spot_img

    ذات صلة

    ‏ما التمويل المدعوم بالذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وما أهميته؟

    - شهد الذكاء الاصطناعي نمواً هائلاً، حيث بات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وقد حقق هذا النمو أرقامًا قياسية، مثل تجاوُز عدد مستخدمي...

    ‏ترامب يعود للرئاسة والمواطنون يفكرون في الرحيل

    أظهرت عمليات البحث على “جوجل” أن الكثير من الأمريكيين يفكرون بجدية في مغادرة البلاد وخاصة بعد فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية، الذي دفع عمليات البحث المتعلقة بالهجرة للارتفاع بصورة هائلة.

    ووضع بعض المواطنين الذين يشعرون بعدم الرضا عن العملية السياسية أو من يفكرون في التأثير المحتمل لسياسات إدارة “ترامب” عليهم وعلى الأجيال المستقبلية خططًا للانتقال للخارج، وحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن عدد أكبر من الأمريكيين أصبح لديه جوازات سفر أكثر من أي وقت مضى.

    وفي الساعات التي أعقبت الانتخابات، زار ما يقرب من 30 ألف شخص موقع شركة السفر “إكسباتسي” Expatsi التي تقدم رحلات استكشافية لمساعدة الأمريكيين على الانتقال للخارج.

    وحتى قبل تنصيب “ترامب” في العشرين من يناير المقبل، أعرب مشاهير عن رغبتهم في مغادرة أمريكا وبدء حياة جديدة في الخارج، حتى أن العديد منهم أوضحوا خططهم قبل وقت طويل من عقد الانتخابات.

    للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

    وذلك لأن عودة “ترامب” في ولاية ثانية تعني فترة من عدم اليقين بالنسبة للبلاد، وخاصة بعدما وعد بإعادة تشكيل جذرية للحكومة، إلى جانب خططه المتعلقة بالرسوم الجمركية التي يرى خبراء أنها ستؤدي لزيادة التضخم.

    وأوضح “روبرت شابيرو” أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا لمجلة “نيوزويك”: هذا رد فعل فوري على التهديدات الذي شعر بها المواطنين من وعود “ترامب”، مضيفًا أن تلك المعنويات أعلى في المدن المناهضة لـ “ترامب”.

    وأضاف أن الهجرة الجماعية ليست أمر مرجح، لكن عدد من يغادرون البلاد بالفعل سيتوقف على ما سينفذه “ترامب” بالفعل.

    خطط الهروب من رئاسة ترامب

    قبل الانتخابات، وجد استطلاع للرأي أن 21% من الأمريكيين قالوا أنهم يفكرون في الانتقال للخارج حال خسر مرشحهم المفضل في السباق الانتخابي، في تكرار لما حدث عام 2016 عندما أظهرت الاستطلاعات أن أكثر من 1 من كل 4 مواطنين سيفكرون في المغادرة حال انتخاب “ترامب”.

    ولأن فوز “ترامب” كان محتملاً ومتوقعًا بالنسبة للبعض وليس مفاجئًا كما حدث عند الفوز بولايته الأولى، ارتفع عدد الأمريكيين المهتمين بالانتقال لبلد آخر بنسبة 8% منذ عام 2011 حتى وصل إلى 18% في عام 2023.

    أما بعد إعلان فوز “ترامب”، أظهرت دراسة جديدة أن ما يقرب من نصف سكان لوس أنجلوس يدرسون مغادرة البلاد، بينما يفكر 35% من سكان نيويورك في نفس الشىء.

    كما أن المواطنين الأصغر سنًا أكثر ميلاً للتفكير في الهجرة، حيث أعرب 40% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا عن اهتمامهم بمغادرة البلاد مقارنة مع 14% فقط من البالغين من العمر 55 عامًا أو أكثر.

    أفادت شركة الاستشارات العالمية للإقامة والجنسية “هنلي أند بارتنرز” بزيادة هائلة بنسبة 504% في الاستفسارات من الأمريكيين الراغبين في الانتقال للعيش في الخارج.

    ووجد استطلاع أجرته “إنترناشونال ليفينج” أن 65% من المشاركين يقولون أن الانتخابات الأمريكية هي الدافع الرئيسي لمغادرة البلاد.

    لكن بطبيعة الحال، في الغالب فإن معظم من يتذمرون من السياسة ليسوا جادين في الانتقال من البلاد وحتى أولئك الذين ينتقلون فإنهم يفعلون ذلك بشكل مؤقت وليس دائم.

    التخلي عن الجنسية

    أظهرت دراسة أجراها موقع البحث عن الوظائف “جوب سيكر” أن عمليات البحث عبر الإنترنت عن الانتقال إلى كندا زادت بنسبة 2400% بين الرابع والسادس من نوفمبر مع اتضاح فوز “ترامب” في الانتخابات، وارتفعت نسبة البحث عن الانتقال للمملكة المتحدة 900%.

    وبلغت عمليات البحث عن كيفية الانتقال إلى كندا ذروتها في السادس من نوفمبر، واختار واحد من كل خمسة أمريكيين كندا كوجهة مفضلة لهم بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية، تلتها بعد ذلك المملكة المتحدة في المرتبة الثانية بين الوجهات المفضلة للانتقال إليها، ثم بعدها اليابان.

    وحسب دراسات استقصائية أخرى فإن عددًا متزايدًا من الأمريكيين من كافة مستويات الدخل يريدون مغادرة البلاد مع كون الاضطرابات السياسية والاجتماعية من أبرز المخاوف، تليها تكاليف المعيشة المرتفعة.

    وعلى مدار السنوات الماضية تخلى الكثير من المواطنين عن جنسياتهم تمامًا، ويتطلع معظم الأمريكيين الذين ينتقلون للخارج شمالاً إلى كندا أو عبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا حيث تضم الوجهات الشعبية اليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا.

    الأمر ليس سهلاً

    الانتقال لبلد جديد ليس بالأمر السهل، لأن معظم الدول لديها متطلبات صارمة، ولا يمكن للأمريكيين الانتقال إليها إلا وفق شروط محددة، فبعض الدول تسمح بانتقال الأمريكيين إليها في حال حصلوا على وظيفة بها في مهنة مطلوبة، أو استثمروا مبلغًا كبيرًا أو اشتروا منزلاً، أو استثمارًا عقاريًا، أو لديهم دخل تقاعدي، وغيرها.

    لكن الانتقال للمكسيك يبدوا أسهل، ويشير من ينتقلون إليها إلى مزايا رئيسية من بينها تكلفة المعيشة الأرخص، وأصبحت بالفعل مكسيكو سيتي وجهة رئيسية للمغتربين الأمريكيين منذ ظهور “كوفيد-19”.

    وحسب بيانات من الحكومة المكسيكية، ارتفع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات إقامة أو جددوا تأشيراتهم بنسبة 70% في الفترة من عام 2019 وحتى 2022.

    لكن تجدر الإشارة إلى أن الأمريكيين يمكنهم العيش في المكسيك لمدة 180 يومًا بدون تأشيرة، والكثير منهم يتجاوز مدة إقامتهم.

    إلى جانب أنه إذا لم يتنازل المواطن الأمريكي عن جنسيته، فإنه يكون مسؤولاً عن تقديم إقرارات ضريبية في الولايات المتحدة، لأن أمريكا واحدة من الدول القلائل التي تفرض الضرائب على أساس الجنسية وليس مكان الإقامة.

    وعلى الرغم من أنه لا يتم فرض ضرائب على المغتربين بالفعل بسبب الاستثناءات والائتمانات، إلا أن الوثائق غالبًا ما تكون مكلفة ومربكة.

    حتى الأثرياء

    أما بالنسبة للأثرياء فإن هناك العديد من الخيارات المتاحة أمامهم سواء للحصول على إقامة أو حتى الجنسية منها أستراليا ونيوزيلندا، لأنه يمكن لاستثمارات تتراوح قيمتها من 100 ألف دولار إلى بضعة ملاينن أن تسرع الهجرة.

    وبدأ اهتمام الأثرياء في أمريكا بجوازات السفر الثانية أو البحث عن إقامات في دول أخرى في التزايد منذ ظهور “كوفيد-19″، لأن الأثرياء لديهم الكثير من الأسباب غير السياسية تدفعهم للرغبة في مغادرة البلاد.

    إما لاختيار بلد أكثر دفئًا للتقاعد أو أقل تكلفة أو العيش بالقرب من العائلة في الخارج، إلى جانب الرغبة في عدم الاكتفاء بجنسية واحدة لأن ذلك يشكل مخاطر شخصية ومالية.

    في الفترة التي سبقت الانتخابات، كان يخطط عدد متزايد من الأمريكيين الأثرياء لمغادرة البلاد بغض النظر عن نتائج الانتخابات، خوفاً من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، وذكر محامون ومستشارون لمكاتب العائلات والأثرياء أنهم شهدوا طلبًا قياسيًا من العملاء الباحثين عن جوازات سفر ثانية أو إقامات طويلة الأجل في الخارج.

    أصبح الحديث عن الانتقال إلى الخارج شائعًا بعد الانتخابات، وذكر مستشارو الثروة أن العديد من الأثرياء يتخذون إجراءات بالفعل، وذكر “دومينيك فوليك” المسؤول لدى “هينلي أند بارتنرز” التي تقدم المشورة للأثرياء بشأن الهجرة الدولية: لم نشهد قط طلبًا مثل الذي نراه الآن.

    وأوضح “فوليك” أنه لأول مرة أصبح الأثرياء في أمريكا أكبر قاعدة عملاء للشركة ويمثلون 20% من أعمالها أو ما يزيد عن أي جنسية أخرى، وأن عدد الأمريكيين الذين يخططون للانتقال للعيش في الخارج زاد بحوالي 30% عن العام الماضي.

    استغلال الفرص

    وسعيًا للاستفادة من الرغبة في الانتقال، قدمت “أولولاي” وهي قرية في جزيرة “سردينيا” الإيطالية منازل تبدأ من 1.06 دولار للأمريكيين الراغبين في مغادرة بلادهم بعد إعادة انتخاب “ترامب”.

    وذلك مع عملت “أولولاي” على زيادة عدد سكانها الذي تراجع إلى حوالي 1200 نسمة، وركزت على استهداف الأمريكيين.

    كما عرضت شركة الرحلات البحرية الأمريكية “فيلا في ريزيدانسز” بعد ظهور نتائج الانتخابات برنامج مدته أربع سنوات ينقل الركاب حول العالم على متن سفينة، وبالتالي تمكنهم من تجنب فترة رئاسة “ترامب”.

    وأوضح المدير التنفيذي للشركة “ميكائيل بيترسون” أن ذلك البرنامج يبدو مثاليًا للأمريكيين الساعين للهروب.

    وبالتالي فإن هناك الكثير من الخيارات المتاحة أمام المواطنين الراغبين في تجنب رئاسة “ترامب” في الأربع سنوات المقبلة، لكن سيتوقف مصير خطط الأمريكيين لمغادرة بلادهم على القرارات التي سيتخذها الرئيس المنتخب بالفعل ومدى تنفيذه لوعوده الانتخابية.

    المصادر: أرقام – سي إن بي سي – فوربس – فورتشن – نيوز ويك نيويورك تايمز – ماركت ووتش

    spot_img