spot_img

    ذات صلة

    ‏استقالة الرئيس التنفيذي لستيلانتس كارلوس تافاريس قبل الموعد المقرر لتقاعده

    أعلنتستيلانتسأن مجلس إدارة الشركة، برئاسة جون إلكان، قبِلَ استقالة كارلوس تافاريس من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة بدءاً من يوم الأحد. وقالت الشركة في بيان على...

    ‏حرب الصواريخ الباليستية .. هل تكون عاملًا حاسمًا في النصر؟

    في خضم أحداث عديدة شهدتها الحرب العالمية الثانية في عام 1944، تمكنت ألمانيا من إطلاق أول صاروخ باليستي على كل من لندن وباريس في الثامن من سبتمبر في تلك السنة، وهو ما مثل نقطة فاصلة في الحرب.

    ورغم انتهاء الحرب العالمية الثانية بفوز دول الحلفاء على ألمانيا النازية وغيرها من دول المحور، فإن هذا السلاح ظل حاضرًا في الحروب التالية، ومؤثرًا في توازن الصراعات التي شهدها العالم في أعقاب تلك الأحداث.

    وفي تصعيد جديد للحرب بين روسيا وأوكرانيا، أطلقت موسكو الخميس الماضي صاروخ “أوريشنيك” الباليستي، المعروف بشجرة البندق، الذي تتجاوز سرعته سرعة الصوت بعشر مرات، مستهدفًا منطقة دنيبرو الأوكرانية.

    للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

    وأثار إطلاق هذا الصاروخ مخاوف كبيرة من اتساع دائرة الحرب وفقًا لخبراء عسكريين، فيما اعتبره الكرملين بمثابة رسالة تحذيرية من موسكو لدول الغرب التي يقول إنها تتخذ “قرارات متهورة” وتزود كييف بمزيد من الأسلحة.

    ويروج العديد من الخبراء لأن الصواريخ الباليستية يمكنها تغيير قواعد الحروب الحديثة، وتشكل عنصراً حاسماً في الصراعات العسكرية، سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي.

    وفي الوقت الذي تواصل فيه العديد من الدول تطوير هذه التكنولوجيا، يظل التساؤل قائمًا: هل يمكن أن تحسم الصواريخ الباليستية نتائج الحروب، ومن بينها الحرب الدائرة في أوكرانيا؟

    ما الصواريخ الباليستية؟

    الصواريخ الباليستية هي صواريخ تتوجه إلى الفضاء الخارجي ثم تعود لتسقط على هدف محدد على سطح الأرض، وتتميز بسرعتها العالية وقدرتها التدميرية لأهداف حيوية، مثل القواعد العسكرية والمرافق الصناعية ومراكز قيادة الجيوش.

    وتعرف الصواريخ الباليستية بقدرتها على توجيه ضربات دقيقة على مسافات طويلة، ما يجعلها سلاحًا فعّالًا في الحروب الحديثة، وتتنوع نطاقاتها ما بين قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ومنها ما يمكن أن يحمل رؤوسًا حربية تقليدية أو كيماوية وأيضًا نووية.

    وتقطع الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أقل من 1000 كيلومتر؛ أما الصواريخ الباليستية متوسطة المدى فتستطيع أن تقطع ما بين 1000-3000 كيلومتر في فئتها الأولى، أما الفئة الثانية منها فتقطع ما بين 3000-5500 كيلومتر.

    أما الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، فهي تلك التي تقطع أكثر من 5500 كيلومتر.

    وغالبًا ما يتم تصنيف الصواريخ حسب نوع الوقود إذا كان سائلًا أو صلبًا، إذ تتطلب الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب وقتًا للتحضير والصيانة أقل من الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.

    وأطلقت ألمانيا في سبتمبر عام 1944، أول صاروخ V-2 من منصة متحركة، وحمل ما يقرب من 900 كجم من المتفجرات في هجمات على لندن وباريس.

    كان الصاروخ غير دقيق ومجهزًا بتقنية توجيه بدائية، ولكن كان الغرض منه ضرب أهداف كبيرة مثل المدن، وفي غضون سبعة أشهر تقريبًا، أطلقت ألمانيا 3172 صاروخًا من هذا الطراز ضد مدن الحلفاء، ما أسفر عن مقتل أكثر من 7183 شخصًا.

    تطور كبير لقدرات الصواريخ الباليستية

    بعد انهيار ألمانيا النازية، انتشر العديد من العلماء والمهندسين الألمان في الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حاملين معهم مخططات الصاروخ V-2.

    وباستخدام الصاروخ الألماني كأساس هندسي، تمكنت كلتا القوتين العظميين في الحرب الباردة من إنتاج قدرات صاروخية وباليستية متقدمة في العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.

    واستُخدمت الصواريخ الباليستية في العديد من الصراعات الأخيرة، بما في ذلك الحرب الإيرانية العراقية، والحرب الأهلية الأفغانية.

    وبحسب تقرير “أرمز كنترول أسوسيشين” فإن هناك نحو 31 دولة حول العالم لديها صواريخ باليستية متعددة المدى، منها 9 دول لديها رؤوس نووية بحسب التقرير.

    وتعتبر كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين في مقدمة تلك الدول التي لديها صواريخ باليستية عابرة للقارات ولديها القدرة على حمل رؤوس نووية بحسب التقرير نفسه.

    وفي السنوات الأخيرة، شهدت حرب الصواريخ الباليستية تطورات كبيرة في العديد من الجوانب التكنولوجية، حيث عملت الدول على تحسين دقة الصواريخ وقدرتها على تدمير الأهداف الاستراتيجية بدقة وفعالية أكبر.

    وبالإضافة إلى ذلك، ظهر جيل جديد من الصواريخ قادر على تلافي أنظمة الدفاع الصاروخي المعقدة، ما يزيد من صعوبة اعتراضها.

    على سبيل المثال، الصواريخ الباليستية من نوع “هيبيرسونيك” أصبحت تمثل تهديدًا متزايدًا للقوات المسلحة في عدة دول، حيث تتميز بسرعتها العالية جدًا وقدرتها على تجاوز الأنظمة الدفاعية التقليدية، ما يضع الحكومات أمام تحدٍّ جديد في حماية أراضيها ومرافقها الحيوية.

    ولعبت الصواريخ الباليستية دورًا رئيسيًا في توجيه ضربات مدمرة في خضم الحروب والصراعات العالمية، واستُخدمت كوسيلة لفرض التوازن الاستراتيجي، حتى في حال عدم قدرتها على تحقيق انتصار كامل.

    أقوى 10 صواريخ باليستية عابرة للقارات (حتى عام 2022)

    الترتيب

    الدولة

    الصاروخ

    المدى

    (بالكيلومتر)

    1

    أمريكا

    تريدينت 2

    7800 عند التحميل الكامل

    (يصل إلى 12 ألفًا مع تخفيف الحمولة)

    2

    روسيا

    آر-36 أم 2 فويفودا

    11 ألفًا

    3

    روسيا

    آر إس-24 يارس

    12 ألفًا

    4

    أمريكا

    آل جي أم 030 جي مينيوتمان 3

    13 ألفًا

    5

    روسيا

    آر-29 آرإم يو 2 لاينر

    8300 عند التحميل الكامل

    (يصل إلى 12 ألفًا مع تخفيف الحمولة)

    6

    فرنسا

    إم 51

    8 آلاف عند الحمولة الكاملة

    (يصل إلى 10 آلاف مع تخفيف الحمولة)

    7

    الصين

    دي إف-41

    12 ألفًا

    8

    الصين

    دي إف-31 إيه جي

    11 ألفًا

    9

    الصين

    جيه إل-3

    9 آلاف

    (يصل إلى 12 ألفًا مع تخفيف الحمولة)

    10

    روسيا

    بولافا

    9500

    ويمكن القول إن فعالية هذه الصواريخ في تغيير مسار الحرب تعتمد على عدة عوامل، أبرزها القدرة على توجيه ضربات دقيقة في قلب العدو، مثل مراكز القيادة العسكرية، والمنشآت الصناعية، وأحيانًا المنشآت النووية.

    كما تمتلك العديد من الصواريخ الحديثة القدرة على تجاوز الدفاعات الجوية الحديثة، مثل منظومات “باتريوت” و”إس-400″، والمخصصة لصد هجوم تلك النوعية من الصواريخ.

    ويمكن أن تخلق الصواريخ الباليستية حالة من التفوق الاستراتيجي على الأرض، ما يضعف قدرة العدو على الرد.

    بالإضافة إلى القدرة على إثارة الذعر النفسي لدى القيادة السياسية والعسكرية للعدو من خلال ضرب الأهداف الحيوية بسرعة ودقة، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات استراتيجية قد تتضمن التراجع أو التفاوض.

    هل الصواريخ الباليستية عامل حاسم؟

    رغم ما تتمتع به الصواريخ الباليستية من قدرات تدميرية تمكّن من يمتلكها من دعم التفوق العسكري لديه، فإن تكلفة تلك الصواريخ ليست بالأمر الهين.

    ففي يوليو الماضي قررت وزارة الدفاع الأمريكية المضي قدمًا في برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “سينتينيل” الذي تبلغ تكلفته نحو 141 مليار دولار، على الرغم من النمو الكبير في التكاليف والانتكاسات في الجدول الزمني.

    وواجه البرنامج، الذي تقوده شركة “نورثروب جرومان”، انتقادات من العديد من أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ بسبب تكاليفه المتصاعدة.

    وارتفعت تكلفة الصاروخ الواحد من 118 مليون دولار متوقعة في البداية إلى 162 مليون دولار، بزيادة قدرها 37%، كما قفزت التكلفة الإجمالية المتوقعة للبرنامج من 96 مليار دولار إلى 140 مليار دولار.

    ويهدف برنامج “سينتينيل” إلى استبدال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “مينيوتمان 3” القديمة، ويؤكد مسؤولو وزارة الدفاع أن استبدال تلك الصواريخ أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التقدم النوعي والتفوق للقوات الأمريكية.

    ورغم الدور الكبير الذي تلعبه الصواريخ الباليستية في الحروب المعاصرة، فإن الإجابة عن سؤال ما إذا كانت ستكون العامل الحاسم في النصر تبقى غير مؤكدة، ولعل أبرز مثال على ذلك ما حدث في الحرب العالمية الثانية، حيث لم يضمن هذا السلاح النصر لألمانيا.

    فالنصر في الحرب يعتمد على العديد من العوامل التي تتعدى مجرد سلاح بعينه، هذه العوامل تشمل استراتيجيات القيادة، وتكتيكات القوات البرية والجوية، والحجم الإجمالي للموارد اللوجستية.

    من جهة أخرى، يمكن للصواريخ الباليستية أن تسهم في تحقيق انتصار سريع في بعض الحالات، مثل استهداف القوات العسكرية المكشوفة أو ضرب أهداف استراتيجية حيوية تعطل قدرة العدو على الاستمرار في القتال.

    ولكنها في النهاية لا تقدم ضمانًا بالنصر الكامل، خصوصًا في الحروب طويلة الأمد أو الصراعات التي تستدعي استراتيجيات متعددة الأبعاد.

    قد تشكل الصواريخ الباليستية عاملًا مهمًا في تغيير معادلات القوة في أي نزاع، لكنها لا تعتبر العامل الوحيد الذي يحدد النصر.

    ويجب استخدامها ضمن استراتيجيات أكثر شمولًا تأخذ في الحسبان جوانب الحرب كافة، بما في ذلك القدرة على الصمود، والتحالفات العسكرية، والقدرة على الحفاظ على الإمدادات والموارد.

    المصادر: أرقام- بي بي سي- دائرة المعارف البريطانية (بريتنكا)- معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام- اتحاد العلماء الأمريكيين- جاجران جوش- تحالف الدفاع الصاروخي- بلومبرج- سبيس نيوز

    spot_img