مع تزايد اهتمام رواندا بتوسيع نطاق صناعتها الرياضية، كشف منتدى “سبورتس أفريكا” الذي استضافته كيغالي عن الإمكانات الهائلة التي تزخر بها الرياضة لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
– وقد جمع هذا المنتدى، الذي حمل شعار “الرياضة والأعمال: شراكة من أجل تنمية أفريقيا”، نخبة من صناع القرار في مجال الرياضة لمناقشة آليات تمكين القارة، لا سيما رواندا، من تحقيق عوائد مالية ضخمة وتوفير فرص عمل وافرة في قطاع لا يزال يحمل في طياته إمكانات هائلة لم تستغل بالكامل.
الرياضة كأداة لدفع التنمية الاقتصادية
– أبرزت الدكتورة كاميلا سوات أريس، الأستاذة المشاركة ومديرة برنامج ماجستير إدارة الرياضة والترفيه بجامعة حمد بن خليفة، الدور المحوري الذي تلعبه الرياضة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية
– وأشارت إلى أن منتدياتٍ كمنتدى “سبورتس أفريكا” تمثل منصةً مثاليةً لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات حول سبل استثمار الرياضة لتحقيق التحول المجتمعي المنشود.
– وشددت على أن مثل هذه الفعاليات تشكّل اللبنة الأولى في بناء صرحٍ عظيم، داعيةً إلى ترجمة المعارف المكتسبة إلى واقع ملموس من خلال خطوات عملية مستدامة.
– وقد أكدت السيدة كاميلا -فيما يتعلق بجمهورية رواندا- على أهمية التكامل بين الأهداف الإنمائية الوطنية وأهداف القطاع الرياضي.
– وأشارت إلى أن رواندا قد حققت انطلاقة واعدة برؤيتها الوطنية، إلا أنه من الضروري أن تتسق كافة الأنشطة والمبادرات الرياضية مع الأهداف الإنمائية الشاملة للبلاد، والتي تشمل تعزيز القدرات المحلية، ورفع مستوى الاحترافية في الصناعة الرياضية، والاستثمار في التعليم الرياضي.
الاستثمار في البنية التحتية ورأس المال البشري
– قامت السيدة كاميلا -أثناء زيارتها إلى العاصمة الرواندية كيغالي- بجولة تفقدية لمعرض الشباب الوظيفي الذي أقيم في صالة بي كيه أرينا، حيث اطلعَت على المشاريع الجارية لتطوير الملاعب الرياضية.
– وقد أعربت عن إعجابها الكبير بدمج البنية التحتية الرياضية مع المبادرات الاقتصادية، مثل مشروع توسعة ملعب زاريا وبناء فندق مجاور، مؤكدةً على أهمية الاستثمار المستمر في رأس المال البشري لضمان استدامة هذه المشاريع على المدى البعيد.
– واختتمت السيدة كاميلا حديثها بالتأكيد على أن البنية التحتية هي حجر الأساس لأي نجاح، إلا أن الاستثمار في تطوير الكفاءات البشرية يعد أمراً بالغ الأهمية لضمان استمرارية المشاريع الرياضية وتحقيق أهدافها على المدى الطويل.
تصدير المواهب وتطوير الرياضيين
– من جانبه، أكد جاك كايسير، مؤسس أكاديمية “دريم تيم” لكرة القدم في رواندا، على الأثر البالغ الذي تُحدثه الأكاديميات الرياضية في صقل الرياضيين وإثراء الاقتصاد الرياضي.
– وأشار إلى أن تصدير المواهب الرياضية يعد فرصة بالغة الأهمية لرواندا، لتمكينها من تحويل الرياضة إلى صناعة مستدامة.
– واستشهد كايسير بنجوم عالميين مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، اللذين برزا بفضل الأكاديميات الرياضية، مؤكداً على أن تصدير المواهب يشكل عنصرًا استراتيجيًا حاسمًا لنجاح الصناعة الرياضية في رواندا.
– وفي السياق ذاته، دعا المدرب الوطني الحكومة إلى تعزيز الدعم الموجه للبنية التحتية الرياضية، وتسهيل عمليات تصدير المواهب، وذلك بهدف سد الفجوة القائمة بين الأسواق الرياضية المحلية والعالمية.
الاستفادة من البيانات في تعزيز المشاركة الجماهيرية
– شارك جيروين فان إيرسيل، الخبير البارز في تسويق الأماكن الرياضية، والذي يتمتع بخبرة واسعة في إدارة حلبة زاندفورت وجائزة هاينكن الكبرى للفورمولا 1، بأفكاره القيمة حول كيفية استغلال رواندا لإمكانات بنيتها التحتية الرياضية.
– وقد سلط الضوء بشكل خاص على أهمية جمع وتحليل البيانات، مشيرًا إلى أن شركات الاتصالات المحلية، مثل الشريك الاستراتيجي لكيغالي، يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في هذا الصدد.
– وأكد فان إيرسيل أن بناء قاعدة بيانات شاملة عن الجماهير الرياضية سيمكن رواندا من فهم سلوك المشجعين بشكل أفضل، مما يتيح لها تصميم عروض مخصصة، مثل برامج الولاء والحوافز المبكرة، لتعزيز الإيرادات وزيادة المبيعات.
بناء هوية رياضية مميزة على الصعيد العالمي
– شدّد السيد فان إيرسيل على ضرورة أن تُبرز رواندا هويتها المميزة بشكل فريد عند تنافسها على استضافة الأحداث العالمية، كسباق الفورمولا 1.
– وأوضح أن نجاح استضافة مثل هذه الأحداث لا يتوقف عند الجانب المادي وحده، بل يتعداه إلى قدرة رواندا على سرد قصتها وتقديم بصمة هويتها المميزة للحدث.
– كما أكد أن البيئة التنظيمية الحاضنة والترحيب الحار اللذين تتمتع بهما رواندا يمثلان قيمة مضافة تجعلها وجهة جاذبة لاستضافة الفعاليات العالمية.
– وأشار إلى أن السرد الثقافي الرواندي يساهم في خلق قيمة تفوق القيمة المادية، كما يتجلى ذلك في شراكتها مع نادي أرسنال الإنجليزي تحت شعار “زيارة رواندا”.
– ختامًا، لا تقتصر الرياضة على كونها متنفسًا للروح ووسيلة للتسلية، بل تتجاوز ذلك لتكون أداة فاعلة في دفع عجلة التنمية الشاملة.
– وتعتبر الرياضة فرصة استراتيجية لرواندا لتسريع نموها الاقتصادي، وهو ما يفتح أمامها آفاقًا واسعة للمستقبل من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتصدير مواهبها الواعدة، واستخدام البيانات لتعزيز مشاركة الجماهير.
– غني عن القول، إن التوسع في صناعة الرياضة من شأنه أن يسهم بشكل مباشر في تخفيف وطأة البطالة، وجذب السياح، وزيادة الإيرادات العامة، مما يجعلها ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة على المدى البعيد.
المصدر: ذا نيو تايمز