خلال الحرب العالمية الثانية، سمح الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” بتقديم دعم عسكري ضخم للحلفاء، وخاصة بريطانيا والاتحاد السوفيتي والصين، عبر برنامج “ليند-ليز”.
وتضمن البرنامج إرسال أسلحة متطورة، مثل الطائرات والدبابات والسفن، لمواجهة ألمانيا النازية واليابان، دون أن تدخل الولايات المتحدة الحرب مباشرة، لكن مثّل ذلك نقطة تحول في الحرب.
الأهم من كل ذلك، أنه ساهم في تشكيل النظام العالمي بعد الحرب، وحول البرنامج الولايات المتحدة من دولة محايدة إلى قوة عالمية مؤثرة، حيث أصبحت المورد الرئيسي للحلفاء في الصراع الجيوسياسي.
واليوم، تبذل إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” جهودًا خلال أسابيعها الأخيرة في السلطة لوضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن استعدادًا للمفاوضات المحتملة مع تولي “دونالد ترامب” قيادة البيت الأبيض.
وتتمثل أحدث تحركاتها، وفقًا لتقارير صحفية، في السماح لأوكرانيا باستخدام منظومة الصواريخ التكتيكية للجيش “أتاكمز” (ATACMS)، التي زودتها بها الولايات المتحدة، لضرب أهداف داخل روسيا دفاعًا عن القوات الأوكرانية التي تقاتل في مقاطعة “كورسك” الروسية.
كيف تؤثر هذه الصواريخ على الحرب؟
– نشر معهد دراسة الحرب، وهو مؤسس بحثية غير ربحية في واشنطن العاصمة، خريطة لـ 225 منشأة عسكرية روسية ضمن نطاق منظومة الصواريخ التكتيكية أرض-أرض بعيدة المدى.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
– طُورت هذه الصواريخ من قبل شركة “لوكهيد مارتن” لصالح الجيش الأمريكي، والذي استخدمها في العديد من الصراعات، بما في ذلك حرب الخليج الثانية والعراق وأفغانستان.
– يمكن تجهيز الصاروخ بأنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، ويمكن إطلاق الصواريخ من منصات إطلاق متعددة، مما يسمح بإطلاق عدة مقذوفات في وقت قصير.
– هذه الصواريخ مدعومة بنظام تحديد المواقع العالمي، الأمر الذي يمكّن القوات من ضرب أهداف بعيدة عن خطوط المواجهة، مما يقلل من الخسائر في الأرواح والمعدات.
– قال المبعوث الأمريكي السابق إلى أوكرانيا، “كيرت فولكر”، إن قرار”بايدن” سيمكن كييف من استهداف المطارات ومستودعات الذخيرة وإمدادات الوقود والخدمات اللوجستية التي تمتلكها روسيا، والتي ظلت آمنة فيما سبق.
– لدى أوكرانيا أيضًا صواريخ “ستورم شادو” البريطانية و”سكالب” الفرنسية، وقد تحذو الدولتان حذو أمريكا، وتسمح باستخدام أسلحتها طويلة المدى.
من المسؤول عن التصعيد؟
– تريد روسيا استعادة أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا في هجوم جريء خلال أغسطس، وأشارت الوكالات الغربية إلى أن القوات التي يبلغ عددها 50 ألف جندي والتي تحتشد الآن على الجانب الروسي تضم عدة آلاف من جنود كوريا الشمالية.
– قد يكون تورط كوريا الشمالية هو السبب الرئيسي وراء رفع القيود المفروضة على الأسلحة الأمريكية طويلة المدى، بصرف النظر عن تعزيز فرص أوكرانيا في الحفاظ على موطئ قدمها داخل الأراضي الروسية، وذلك لإثناء كوريا الشمالية عن إرسال المزيد من القوات.
– قال “جيمس جيلمور”، الذي شغل سابقًا منصب سفير إدارة “ترامب” لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إنه يعتقد أن الرئيس الروسي هو الذي صعّد الحرب بنشر جنود كوريين شماليين.
– فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” إن تورط القوات الكورية الشمالية في الحرب كان تصعيدًا كبيرًا من جانب روسيا، مما جلب جيشًا آسيويًا إلى صراع داخل أوروبا.
إرهاصات الحرب العالمية الثالثة
– عقب نشر التقارير التي تفيد بسماح “بايدن” لكييف باستخدام صواريخها في استهداف الأراضي الروسية، غرّد “دونالد ترامب” الابن بأن الرئيس الأمريكي يحاول إشعال الحرب العالمية الثالثة قبل أن يتولى والده منصبه.
– كانت المخاوف من التصعيد واحتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي سبباً رئيسياً لحذر الولايات المتحدة فيما سبق، وقد غذت هذه المخاوف التهديدات النووية الروسية.
– أعلنت وزارة الدفاع الروسية مناورات بالأسلحة النووية التكتيكية في 6 مايو، قبل يوم واحد من بدء الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ولايته الخامسة في منصبه.
– حذّر “بوتين” في سبتمبر، من أن السماح للأسلحة الغربية بضرب روسيا من شأنه أن يشكل مشاركة مباشرة من جانب حلف شمال الأطلسي في الحرب.
– قال الكرملين عن قرار “بايدن” هذا الأسبوع، إن ذلك يعد بمثابة سكب الوقود على نار الحرب، لكن كييف لم تستغرق وقتًا طويلًا قبل أن تستغل الإذن الأمريكي وتثير الغضب الروسي.
اليوم الألف من الحرب الروسية الأوكرانية
– قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء (والذي يوافق اليوم الألف للحرب) إن أوكرانيا أطلقت صواريخًا أمريكية الصنع على منطقة بريانسك الروسية.
– يمثل الهجوم المرة الأولى التي تستخدم فيها أوكرانيا الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف في عمق روسيا.
– تزامن ذلك مع توقيع “بوتين” مرسومًا ينص على أن أي هجوم على روسيا بمشاركة أو دعم من دولة تمتلك قوة نووية، سيُنظر إليه على أنه هجوم مشترك على روسيا، ويمكن أن يكون سببًا للرد النووي.
– نصت السياسات الجديدة في المرسوم أيضًا على أن روسيا يمكن أن ترد العدوان عن حليفتها بيلاروسيا بالأسلحة النووية.
– فاز “ترامب” بانتخابات الخامس من نوفمبر ومن المقرر أن يعود إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في 20 يناير من العام المقبل، بعد أن خاض حملته الانتخابية على وعد بإنهاء تورط الولايات المتحدة في الحروب واستخدام أموال دافعي الضرائب بدلاً من ذلك لتحسين حياة الأمريكيين.
– فهل ينجح في تحقيق وعده بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة كما ادعى؟ أم أن “بايدن” أورثه بالفعل تركة ثقيلة، قد تبدد حلمه وربما تشعل حربًا شعواء واسعة النطاق؟
المصادر: أرقام – رويترز – نيويورك تايمز – ذا كونفرسيشن –الجارديان – فوكس نيوز – بي بي سي – سي إن إن – دويتشه فيله – بي بي إس نيوز – منتدى جاست سيكيوريتي الأمريكي لتحليل الأمن القومي والسياسة الخارجية