شهد عام 2024 زيادة مُطردة في حوادث الطيران، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التساؤل حول ما إذا كان الطيران لا يزال وسيلة مواصلات آمنة أم لا.
– ولعل أبرز تلك الحوادث هي حادثة الطائرة البوينج التابعة لخطوط ألاسكا الجوية في شهر يناير الماضي، والتي شهدت انفجار قابس باب الطائرة تاركاً فجوة كبيرة في جسم طائرة بوينج 737 ماكس، إذ انتزعت هواتف الركاب وملابسهم من أجسادهم، ولكن هبطت الطائرة لحسن الحظ دون حدوث أي وفيات.
– لكن حادثة طيران ألاسكا ليست سوى واحدة من سلسلة من الأحداث التي تثير المخاوف بشأن السلامة الجوية، وكان آخرها ليلة الأربعاء، عندما هبطت طائرة تابعة لشركة طيران ساوث ويست إلى مسافة 525 قدمًا من الأرض فوق بلدة في أوكلاهوما، بينما كانت لا تزال على بعد تسعة أميال من مطار أوكلاهوما سيتي الذي كانت تقصده.
– أدى ذلك إلى إطلاق تحذير بالارتفاع من مراقبة الحركة الجوية، ودفع رحلة الصعود مرة أخرى، وصرحت إدارة الطيران الفيدرالية بأنها تحقق في الأمر.
– في مطلع شهر يناير، قبل أيام فقط من رحلة خطوط ألاسكا الجوية، اصطدمت طائرة ركاب بطائرة عسكرية في مطار طوكيو، ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد خفر السواحل الياباني.
– بخلاف عدد آخر من الحوادث البسيطة من ضمنها سقوط عجلة تزن 200 رطل من طائرة عند إقلاعها، ما أدى إلى سحق المركبات المتوقفة على الأرض.
– اكتسبت كل هذه الحوادث اهتماماً كبيراً عبر وسائل الإعلام، وتظل الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان الطيران لا يزال آمناً ليس بهذا الوضوح كما قد توحي الإحصائيات التي تظهر عددا أقل من الوفيات على الرحلات الجوية التجارية مقارنةً بوسائل النقل الأخرى.
– ولكن الجواب المبسط هو أن الطيران آمن -أكثر أماناً من معظم وسائل السفر- وأكثر أماناً بكثير من ركوب السيارة التي تُستخدم بشكل كبير يومياً.
– من جانبه، أكد أنتوني بريكهاوس، محقق حوادث التصادم وأستاذ سلامة الطيران في جامعة إمبري ريدل للطيران، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، في وقت سابق من هذا العام، أن الجزء الأكثر أماناً في رحلة الطيران هي الرحلة نفسها، لافتاً إلى أن القيادة إلى المطار بالسيارة تُعد أكثر خطورة من رحلة الطيران.
– معقباً بقوله، إن صناعة الطيران الأمريكية حافظت على سجل سلامة شبه خالٍ من الحوادث.
15 عامًا خالية من الحوادث تقريبًا
– حافظت سجلات الطيران الأمريكية على خلوها تماماً من أي حوادث منذ تحطم طائرة إقليمية في بوفالو، نيويورك، في يناير من عام 2009، ما أسفر عن مقتل 49 على متنها وواحد على الأرض، فيما توفي خمسة أشخاص آخرين فقط في حوادث على متن رحلات تجارية مجدولة في الولايات المتحدة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
– في عام 2013، قُتل ثلاثة ركاب عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الآسيوية، وتحطمت بالقرب من مدرج سان فرانسيسكو.
– وفي عام 2018، توفيت راكبة على متن رحلة طيران ساوث ويست عندما انكسر غطاء المحرك وتحطمت النافذة المجاورة لها.
– في عام 2019، قُتل أحد الركاب عندما انزلقت طائرة صغيرة عن المدرج في ريف ألاسكا.
– ولكن بالمقارنة مع حوادث الطائرات، لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم في المتوسط يومياً على الطرقات والطرق السريعة في أمريكا خلال قيادة السيارات بين عامي 2003 و2022.
– وهذا يعني أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم على الطرقات والطرق السريعة في السيارات كل ساعة يساوي تقريبا عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في حوادث الطيران التجاري الأمريكي خلال 15 عاماً.
– ومع ذلك، فإن أشكال الطيران الأخرى ليست آمنة كلياً، إذ توفي ما يقرب من 300 شخص منذ عام 2009 أثناء السفر في الخدمة الجوية عند الطلب، مثل الطائرات الخاصة.
– بينما لقي ما يقرب من 5500 شخص حتفهم في مجال الطيران العام، وهي عادة طائرات صغيرة غالباً ما يديرها طيارون هواة.
– في حين أن الطيران التجاري يتمتع بالسجل الأكثر أمانًا بين خيارات النقل، فإن السكك الحديدية هي ثاني أكثر أشكال السفر أمانًا.
– إذ شهدت السكك الحديدية وفاة 71 راكباً في قطارات الركاب من عام 2009 حتى العام الماضي على الرغم من أن قطارات الركاب سجلت أميالاً أقل بكثير من الطائرات أو السيارات.
– ولذلك، عندما يتم مقارنة عدد الأميال التي تقطعها الطائرات بعدد الحوادث والوفيات، فإن السفر على الأرض يبدو أكثر خطورة من الطيران على متن شركة طيران تجارية.
المصدر: سي إن إن