– إن إعداد ميزانية مُحكمة والالتزام بها هو الخطوة الأكثر أهمية في رحلتك نحو حياة مالية صحية وتحقيق الاستقرار المالي.
– فعند وضع خطة للإنفاق – ومراجعتها وضبطها شهرياً – سيتمكن المرء من التحكّم في احتياجاته ومتطلباته وسيكتشف طرقاً للتوفير وبالتالي إضافة تلك المبالغ إلى مدخراته.
– سواء كان يخطط لسداد الديون، أو الادخار للتقاعد، أو تقليل نفقاته الشهرية، يمكن أن تساعده الميزانية على تحقيق أهدافه المالية بشكل أسرع.
حدّد دخلك
– تبدأ جميع الميزانيات بمعرفة الدخل الشهري بعد اقتطاع الضريبة، والمعروف أيضًا باسم الراتب الصافي.
– سيساعد الحصول على صورة كاملة عن مصدر الأموال على وضع الأساس لتحديد أهداف المرء في الإنفاق والادخار.
– قد يأتي الدخل من مصادر متعددة، بما في ذلك الراتب العادي، أو الدخول الإضافية أو المزايا الحكومية.
– يمكن حساب إجمالي الدخل الشهري عن طريق إدراج كل مصدر للدخل، ثم كتابة الحد الأدنى للمبلغ الذي سيدّره كل مصدر بعد الضرائب.
– أما إذا كان الشخص يعمل لحسابه الخاص، فقد يكون لديه دخل غير منتظم. لذا يُنصح باستخدام أرباحه من الشهر الأقل دخلاً الذي حققه في العامين الماضيين كمبلغ أساسي عند إعداد ميزانيته الشهرية.
اختر الاستراتيجية المناسبة لوضع الميزانية
– يمكن أن تبدو الموازنة مهمة شاقة بالنسبة للبعض. ولكن ضع في اعتبارك أن أفضل طريقة لوضع الميزانية هي الطريقة التي تناسب احتياجاتك وأهدافك.
طرق اختيار استراتيجية الميزانية
قاعدة 50 – 30- 20 لتقسيم الراتب الشهري
– إذا كنت تبحث عن طريقة بسيطة لوضع الميزانية، فقد تكون استراتيجية وضع الميزانية 50/30/20 هي الطريقة الأنسب.
– وهي تتلخص في تقسيم الدخل الشهري إلى ثلاث فئات: الاحتياجات والرغبات والمدخرات.
أولا: 50% للنفقات الثابتة والأساسية، وتعني تخصيص نصف الراتب للاحتياجات الأساسية مثل الرهن العقاري أو إيجار المنزل وقسط السيارة والوقود والغذاء، والتعليم وفواتير الكهرباء والماء، وأي مصاريف أساسية أخرى.
ثانيا: 30% للنفقات المتغيّرة، وهي النفقات غير الضرورية التي تجعل الحياة أكثر رفاهية مثل تناول الطعام في الخارج، والتسوق، وقضاء الإجازات، وشراء أحدث الأجهزة الإلكترونية، وباقات الإنترنت المميزة، وشراء سيارة جديدة، وغيرها من المصاريف التكميلية الأخرى.
ثالثا: 20% للادخار والخطط المستقبلية، مثل الإيداع في حساب توفير للادخار أو تعجيل سداد ديون أو أي ظروف مستجدة تستدعي مصاريف إضافية غير المعتادة.
الميزانية الصفرية
– إذا كنت تريد أن تعرف أين يذهب كل ريال تكسبه، فقد ترغب في وضع ميزانية صفرية.
– وهي تتضمن ببساطة تسوية كل الموارد المالية -بما في ذلك الموارد المخصصة للادخار أو لتخفيض الديون- بحيث تكون نتيجة موازنة الدخل مع المصروفات هي صفراً، ومن هنا اكتسبت اسمها.
– لا تتعلق الميزانية الصفرية بإنفاق أموالك حتى لا يتبقى لديك شيء، بل تخصيص الأموال لنفقاتك وأهدافك بحيث إذا كان لديك أموال متبقية بعد النفقات، يمكن تخصيصها لهدف مثل سداد الديون أو الادخار.
– صنّف نفقاتك واكتشف بالضبط المبلغ الذي ستنفقه في كل بند. ربما ترغب أولاً في تخصيص الأموال للطعام والسكن والمرافق والنقل وسداد الديون وغيرها من الضروريات.
– بعد ذلك، يمكنك تخصيص مبلغ معين لبناء صندوق الطوارئ الخاص بك أو المساهمة في حساب توفير لبيت جديد.
المظاريف النقدية
– تعمل استراتيجية المظروف النقدي بشكل جيد للأشخاص الذين يفضلون نظامًا عمليًا للميزانية للمساعدة في التحكم في الإنفاق.
– تتضمن هذه الميزانية تسمية المظاريف بناءً على فئات ميزانيتك – على سبيل المثال، البقالة والمرافق والنقل.
– ثم تقوم بفصل الأموال فعليًا في كل مظروف. بمجرد نفاد المال في أحد المظاريف، سيكون هذا كل ما يمكنك إنفاقه على هذا البند لهذا الشهر.
– يمكن أن تخلق هذه الطريقة وعيًا بالمكان الذي تذهب إليه أموالك، مما يجعل من الصعب جدًا الإفراط في الإنفاق.
– هناك تطبيقات لميزانية الأظرف يمكنك استخدامها للأموال الإلكترونية ومدفوعات بطاقات الائتمان أو الخصم إذا كنت لا ترغب في استخدام النقد للدفع مقابل كل شيء.
امنح نفسك هامشًا
إن محاولة تتبع كل هللة تنفقها دائمًا يمكن أن تُشعرك بالملل. لذا فإن تخصيص مبلغ معين من المال ليكون هامش خطئك كل شهر هو وسيلة لخلق مساحة للتنفس في ميزانيتك.
– مفتاح إنشاء الهامش هو تحديد مقدار دخلك الذي لا تحتاج إلى إنفاقه كل شهر.
– يسمح لنا الهامش باستيعاب الأشياء غير المتوقعة التي تظهر كل شهر دون الحاجة إلى اللجوء إلى الائتمان أو صندوق الطوارئ.
ادفع لنفسك أولا
– أن تدفع لنفسك أولًا يعني أن عليك دفع حسابات الادخار والاستثمار قبل أي نفقات أخرى.
– فعندما تنظر لفواتيرك تأكد من أن تضع قسط ادخارك في قمة قائمة الفواتير وتعامله كما تعامل أي فاتورة.
– وإذا اتبعت هذا النهج فستفاجأ كيف أنه من السهل الاستمرار في الحياة ببضعة ريالات أقل كل شهر.
– بل إنك قد لا تلاحظ الفرق في مصروفك اليومي، ولكنك ستلاحظه حتماً في رصيدك الادخاري والاستثماري بعد فترة من الزمن.
– يتلخص هذا النهج في المقولة التالية: “لا تدّخر ما يتبقى بعد الصرف، بل اصرف ما يتبقى بعد الادخار”.
استخدام تطبيق إعداد الميزانية
– عندما تحتاج إلى مساعدة إضافية للتحكم في النفقات، يمكن أن يساعد تطبيق الميزانية في تتبع أموالك مباشرة.
– التطبيق المناسب لك هو التطبيق الذي تناسب ميزاته وتكاليفه احتياجاتك المالية على أفضل وجه.
تتضمن بعض الخيارات الشائعة ما يلي:
– تطبيق (Mint by Intuit): هذه أداة مجانية تربط جميع حساباتك، وتصنف معاملاتك تلقائيًا، وتساعدك على إعداد الميزانيات، وتتبع إنفاقك.
– تطبيق (YNAB): يستخدم هذا التطبيق نظام الميزانية الصفرية. ويمكنك أيضًا ربط حساباتك وإدارة الإنفاق وسداد الديون والادخار. وهي خدمة مدفوعة تقدم نسخة تجريبية مجانية.
تابع تقدمك
الميزانية هي ببساطة خطة إنفاق. تتبع إنفاقك لمعرفة ما ينجح، وما يفشل، وأين تذهب أموالك. في البداية، قد يساعدك تتبع إنفاقك على أساس يومي أو أسبوعي، وتقييم طريقة وضع الميزانية الخاصة بك كل شهر أو نحو ذلك. بمجرد أن تستقر على طريقة تعتقد أنها ناجحة، يمكنك إجراء تقييمات بعد فترات زمنية أطول.
المصدر: ذا بالانس ماني