تعمل “بلاكستون” الأمريكية، أكبر شركة أسهم خاصة في العالم، على بناء مجموعة من مراكز البيانات الضخمة بتكلفة تصل إلى 25 مليار دولار، مستندة في ذلك إلى استراتيجيتها العتيقة.
وتأتي الخطوة أيضًا استعدادًا لمستقبل مدفوع بالتقنيات الرقمية وتدفق البيانات، حيث تراهن الشركة بقوة على الذكاء الاصطناعي، في خطوة تصفها بأنها “أحد أفضل الاستثمارات في تاريخها”.
قدرات ضخمة
– أحد المواقع التي يجري تطويرها الآن يقع في مدينة فينيكس بولاية أريزونا الأمريكية، وتعادل مساحته نحو 60 ملعبًا لكرة القدم، وسيشكل في النهاية مجمع لسلسلة من مراكز البيانات.
– فيما يبعد الموقع الثاني قرابة 50 كيلومترًا عن الأول، ويمتد على مساحة 400 فدان، وهو ما يعادل 3 أضعاف مساحة “مول أوف أمريكا”، أكبر مركز تجاري في الولايات المتحدة.
–إذا اكتملت خطط “بلاكستون” كما حددت لها الشركة مسبقًا، فسيكون كلا المجمعين موطنًا لآلاف من أجهزة الكمبيوتر التي تولد كميات ضخمة للغاية من البيانات، والمدعومة بالطاقة التي تكفي مئات الآلاف من المنازل.
– ترجع هذه الخطوة إلى رهان “بلاكستون” المتزايد على ثورة الذكاء الاصطناعي، والذي يأتي أيضًا بعد استحواذها على مشغل مراكز البيانات “كيو تي إس- QTS” بقيمة 10 مليارات دولار في عام 2021.
–تركز “بلاكستون” على تمويل عمليات تطوير الهياكل الضخمة التي ستتعامل مع احتياجات الحوسبة الحاسمة لتقنيات المستقبل، مع إعادة تشكيل المجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة أيضًا.
استراتيجية كلاسيكية
–تستمد “بلاكستون” خططها جزئيًا من قواعدها الكلاسيكية للاستثمار في مجال العقارات، والذي يشكل الجزء الأكبر من إمبراطوريتها التي تبلغ قيمتها تريليون دولار.
–تدور هذه الاستراتيجية حول تحديد الأماكن التي توجد فيها حاجة متزايدة للعقارات لكن مع عرض ضعيف، ثم توجه الشركة مليارات الدولارات من المستثمرين لبناء العقارات والحصول على إيجارات وحصة كبيرة في السوق.
–في هذه الحالة، يتركز النقص في المباني اللازمة لدعم الأعمال الرقمية للحياة الحديثة، ومنذ صفقة “كيو تي إس”، زاد الطلب بشكل كبير مع ازدهار أعمال الذكاء الاصطناعي.
–تعتمد الشركات مثل “مايكروسوفت” بشكل متزايد على أصحاب العقارات والمساحات الشاغرة ومرافق توليد الكهرباء لتشغيل الأجهزة التي تدرب البرامج، ولذلك تقول “بلاكستون” إن “كيو تي إس” يمكن أن تكون واحدة من أفضل الاستثمارات في تاريخها.
تطور سريع
–استثمرت الشركة احتياطياتها من الأراضي بالفعل للاستفادة من نقص المساحات الشاغرة والطاقة في الأسواق الرئيسية، فيما تمتلك “كيو تي إس” عقارات قيد التطوير الآن بقيمة 15 مليار دولار، مقارنة بمليار دولار فقط وقت الاستحواذ عليها.
–أصبحت “كيو تي إس” أكبر مزود في أمريكا الشمالية لسعة مراكز البيانات المستأجرة وفقًا لحجم الطاقة الذي توفره والمحسوب بالميجاواط، بعد أن احتلت المرتبة الرابعة قبل ثلاث سنوات فقط.
–تقدر الشركة أن مشاريعها، بمجرد اكتمالها، ستستفيد من 6 جيجاواط من الكهرباء، ما يعادل احتياجات 5 ملايين منزل، ما يعني حاجة بعض المجمعات إلى خطوط كهرباء جديدة، وبالتالي يهدد بارتفاع التكاليف على المجتمعات الأخرى المتصلة بالشبكة.
–نظرًا لأنه لا يتم توزيع الأثر الاقتصادي للمراكز بالتساوي، يضع ذلك المجتمعات في مواجهة حول من يستفيد من المجمعات الصناعية الشاسعة المليئة بأجهزة الكمبيوتر.
المصدر: بلومبرج